للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرج الطبراني وابن عساكر عن حُذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "لتقصدنكم نارٌ هي اليوم خامدة في وادٍ يُقالُ له برهوت، يغشى الناس فيها عذابٌ أليم، تأكل الأنفس والأموال، تدور الدنيا كلَّها في ثمانية أيام، تطيرُ طير الريح والسحاب، حرُّها بالليل أشد من حرّها بالنهار، ولها بين السماء والأرض دويٌّ كدوي الرعد القاصف، هي من رؤوس الخلائق أدنى من العرش" قيل يا رسول الله: أسليمة يومئذ على المؤمنين والمؤمنات؟ قال: "وأين المؤمنون والمؤمنات يومئذ؟ شرٌّ من الحُمُر يتسافدون كما يتسافدُ البهائمُ وليس فيهم رجل يقول مه مه" (١).

وأخرج البغويُّ والبارودي وابنُ قانع وابنُ حبان: "يوشك أن تخرجَ نارٌ من حُبسٍ [سيل] (٢)، تسيرُ سيرَ بطيئة الإبل تسيرُ بالنهار،


(١) "تاريخ دمشق" ٦٤/ ٢٦٧ - ٢٦٨.
(٢) في أبي يعلى وابن حبان أسقط المحققان لفظة سيل وقد وردت في مسند أحمد (٣/ ٤٤٣) و"مجمع الزوائد".
قال السندي رحمنا الله وإياه قوله: "من حبس سيل" ضبط بكسر الحاء وسكون باء، وفتح سين وياء، والأظهر بفتح السين، فسكون ياء، وفي النهاية الحبس بالكسر: خشب أو حجارة تُبنى في وجه الماء ليجتمع، فيشرب منه القوم، ويسقوا إبلهم. وقيل: هو فلوق في الحرة، تجمع ماء، لو وردت عليه أمة لوسعتهم، ويقال: للمضعة التي يجمع فيها الماء حبس أيضًا. وحبس سيل: اسم موضع بحرة بني سليم، بينها وبين السَّوارقيَّة مسيرة يوم، وقيل: إن حبس سيل -بضم حاء وكسر باء- هو موضع بمكة. وقال في معجم البلدان حُبْس سَيَل: روي بالفتح، إحدى حرتي بني سليم، وهما حرتان بينهما فضاء، كلتاهما أقل من ميلين. ا. هـ