للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل في أسماءِ الجنَّةِ ومعانيها واشتقاقها

وقال في "حادي الأرواح": لها عدة أسماء باعتبار صفاتها ومسماها واحد باعتبار الذّات، فهي مترادفةٌ من هذا الوجه، وهكذا أسماء الربِّ تعالى، وأسماء كتابه، وأسماء رسوله، وأسماء اليوم الآخر، وأسماء النَّارِ.

الاسم الأوَّل: الجنَّة، وهو العامُ المتناول لتلك الدارِ جملة، وما اشتملت عليه في أنواع النعيم، وأصل اشتقاقه من الستر والتغطية، ومنه الجنين لاستتارة في البطن والجان لاستتارهم عن عيون الإنس، والمجن، السترة ووقاية الوجه، والمجنون لاستتار عقله، وتواره عنه. والجان وهي الحية الصغيرة الدقيقة، ومنه سمي البستان جنة؛ لأنَّه يستر ما داخله من الأشجار، ولا يطلق هذا الاسم إلَّا على موضعٍ كثير الشجر مختلف الأنواع، والجنة بالضم ما يستجن أي: يوقى به من نحو ترس، وبالكسر الجن كما في قوله تعالى {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦)} [الناس: ٦].

الثَّاني: دارِ السَّلام وقد سمَّاه اللهُ بهذا الاسمِ في قوله تعالى: {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [الأنعام: ١٢٧] وقوله: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ} [يونس: ٢٥]، وهي جديرةٌ بهذا الاسمِ؛ لسلامتها من كلِّ بلية، وآفة فإن الله هو السَّلام، وهي داره، فمن أسمائه الحسنى