للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الباب الخامس عشر فيمن يستحق لهذه الدار من الملل والأنفار]

قال الله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [البقرة: ٢٥].

وقال: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (٦٣) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٤)} [يونس: ٦٢ - ٦٤].

وقال: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٣٠) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [فصلت: ٣٠].

إلى غير ذلك من الآيات القرآنية والكلمات الربانية ومدارها على ثلاثة قواعد إيمان، وتقوى، وعمل خالص لله على موافقة السُّنة الغراء. فأهل هذه الثلاثة أصول هم أهل البشرى دون من سواهم من سائر الخلق لفًّا ونشرا وعليها دارت بشارات القرآن، وسنة سيد ولد عدنان وهي تجتمع في رجلين إخلاص في طاعة الله، وإحسان إلى خلقه. وضدها تجتمع في الذين يراءون، ويمنعون الماعون ويرجع ذلك إلى خصلة واحدة وهي موافقة الرب تعالى في محابه ولا طريق لذلك إلا بتحقيق القدوة ظاهرًا وباطنًا برسول الله صلى الله عليه وسلم