ولا تتحقق القدوة به - صلى الله عليه وسلم - إلا باتباع ما جاء به من الآيات الصريحة، والأخبار الصحيحة أمرًا، ونهيًا، وإثباتًا، ونفيًا قولًا، وعملًا، وتقريرًا، وصفة وأمَّا الأعمال التي هي تفاصيل هذا الأصل فهي بضع وسبعون شعبة أعلاها: قول: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، وبينها سائر الشعب التي مدارها على تصديق الرسول - صلى الله عليه وسلم - في كلّ ما أخبر به، وطاعته في جميع ما أمر به إيجابًا، واستحبابًا كالإيمان بأسماء الرب، وصفاته، وأفعاله من غير تحريفٍ، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل بل هو كما وصف به نفسه، وفوق ما وصفه به خلقه.
وها نحن نملي عليك جملة اعتقادنا موافقة لإمام السُّنة، وحليلها (١)، وصاحبها، وخليلها الإمام المبجل سيدنا الإمام أحمد بن محمد بن حنبل طيب الله ثراه لا تقليدًا له في ذلك إذ لا يجوز التقليد في العقائد وهل يجزئ أم لا؟ الحق يجزئ خلافًا لقوم قال في "شرح مختصر التحرير": ويحرم التقليد في معرفة الله سبحانه، وفي التوحيد، والرسالة عند الإمام أحمد، والأكثر. وذكره الإمام أبو الخطاب من أجلاء أصحابنا عن عامة العلماء وذكره غيره أنه قول الجمهور. وكذا لا يجوز في الأركان الخمس ونحوها مما ثبت بالتواتر.
وقال في "جمع الجوامع" اختلف في التقليد في أصول الدين: قال شارحه الجلال المحلي: فقال كثيرون، ورجحه الإمام الرازي،