للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ... ولاقيت بعد الموت مَنْ تزوَّدا

ندمت على أن لا تكونَ كمثله ... وأنك لم ترصد كما أرصدا

وقول الآخر:

إذ الموتُ بحرٌ طافح موجه ... تذهب فيه حيلة السابح

يا نفس إني قائل فاسمعي ... مقالةً من مُشفق ناصح

لا ينفع الإنسانَ في قبره ... غير التقى والعمل الصّالح (١)

وقلت:

تزوّد في حياتك للمآل ... وقم بالذّلّ في غَسِقِ اللّيالي

ولا تركن لدنيانا وسافر ... لدار الخُلد واقصِد ذا الجلال

ولا تدع الدُّعا سِرّا وجهرا ... وتقوى الله تظفرْ بالنَّوال

وإن لمّ تجتن الخيرات فيها ... فترحلْ من وبال إلى وبال

[فوائد]

الأولى (٢): قال القرطبي (٣): جاء في رواية سؤال ملكين، وفي أخرى، سؤال ملك واحد، ولا تَعَارُض، بل ذلك بالنسبة إلى الأشخاص فرُبّ شخص يأتيه اثنان معًا، فيسألانه معًا عند انصراف الناس؛ ليكون أهون والفتنة في حقه، أشد أعظم وذلك بحسب ما آقترف من الآثام، وآخر يأتيانه قبل انصراف الناس عنه، تخفيفًا عليه لحصول أنسه بهم، وآخر يأتيه ملك واحد، فيكون أخف عليه، وأقل


(١) فيه إضافة في الأصل بقلم غير مؤلفة وتم عدم إضافتها.
(٢) شرح الصدور ص ١٩٧ - ١٩٨ بتصرف يسير.
(٣) "التذكرة" ١/ ١٥١.