للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيا من غرّه طول الأمل. أما تفكّرت فيمن قبلك عن أهله قَدِ أرتَحَل؟!

ويا مَن غرّه طولُ العمر: أفلا يتفكر في حاله وهو في القبر؟!

ويا من أعجبته شُرُفات قصره، أمَا يتأمّل في ظُلمات قبره؟

ويا من اغتر بإخوانه ونجدته. ألا يتذكّر حالته في وحدته؟ أنَسي ما صار إليه إخوانه؟!

أم لم يعتبر فيما سار إليه أقرانه؟!

أمَا سمعَ قول الرسول لمن في فعل الخير جدوا، وقد جلس على قبر [يا إخواني] (١) لمثل هذا فأعِدّوا.

أوما سمع قول الذي خلق فسوى. {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البَقَرَة: الآية ١٩٧].

وما أحسنَ قول القائل:

تزوّد من معاشك للمعاد ... وقُمْ لله واعمل خير زاد

ولا تجمع من الدنيا كثيرا ... فإن المال يجمع للنّفاد

أترضى أن تكون رفيق قوم ... لهم زادٌ وأنت بغير زاد

وقول الآخر: (٢)


(١) ليست في (أ) والمثبت من (ب)، ومثبتة في التذكرة (١/ ١٥١).
(٢) نسبه ابن هشام في "السيرة النبوية" ١/ ٤١٤. إلى أعشى بني قيس بن ثعلبة عند خروجه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مريدًا الإسلام، فأنشأ مادحًا النبي - صلى الله عليه وسلم - بقصيدة مطلعها:
ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا ... وبت كما بات السليم مسهدا