يكون مناديله التي يمسح بها يديه أحسن من حلل الملوك.
وقد ذكرتُ في كتابي "تحبير الوفاء في سيرة المصطفى" في وقعة بني قريظة ما يشفي، وذكرت في قصة إسلامه رضي الله عنه ما يدل على رسوخه، وعلوّ كلمته رضوان الله عليه، فإنَّه كان من الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم.
فصل ومن ملابس أهل الجنَّةِ التيجان على رءوسهم
أخرج البيهقي (١) عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ القرآن فقام به آناء الليل، وأطراف النَّهار، ويحلل حلاله، ويحرم حرامَه خلطه الله بلحمِه ودمِه، وجَعَله رفيقَ السَّفرة الكرام البررة، وإذا كان يوم القيامةِ كان القرآن له حجيجا، فقال: يا رب كلّ عامل يعمل في الدُّنيا يأخذ بعمله من الدُّنيا إلَّا فلانًا كان يقوم بي آناء الليل والنهار، فيحل حلالي، ويحرم حرامي. يقول؟ رب فأعطيه فيتوَّجه الله تاجَ الملكِ، ويكسوه مِنْ حلة الكرامة، ثُمَّ يقول: هل رضيت؟ فيقول: يا رب أرغبُ له في أفضل من هذا فيعطيه الله الملك بيمينه، والخلد بشماله، ثُمَّ يقول له: هل رضيت؟ فيقول: نعم يا رب".
(١) "شعب الإيمان" ٢/ ٣٤٥ (١٩٩١) باب: في تعظيم القرآن، فصل: في إدمان تلاوته.