قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}[آل عمران: ١٩٩] روي أنه تعالى يحاسب الخلق في قدر حلب شاة، وفي مقدار فواق ناقة. وروي في مقدار لمحة ذكره الزمخشري في كشافه قال الحسن: حسابه أسرع من لمح البصرِ حكاه الثعلبى عنه. وقيل لعليّ بن أبي طالب رَضي اللهُ عَنْهُ: كيف يحاسب اللهُ الخلائق يومَ القيامة؟ قال: كما يرزَقهم في يوم واحد.
وفي الحديث:"لا ينتصف النّهار [يوم القيامة](١) حَتَّى يستقر أهل الجنةِ في الجنةِ وأهل النَّارِ في النَّارِ".
قال بعضهم: من غريب حكم الآخرة أنّ الرجل يؤتى به إلى اللهِ فيوقفه، وتوزن حسناته وسيئاته، وهو يظن أنَّ الله لمْ يحاسب أحدًا سواه، وقد حايسب في تلك اللحظةِ آلاف ألوف، وما لا يمكن حصره. قال العلامة: قلت: لعل السر في هذا وتقريبه للعقول أن معنى الحساب قال المفسرون: تعريف الله عَزَّ وَجَلَّ الخلائق مقادير الجزاء على أعمالِهم، وتذكيره إياهم على ما قد نسوه. قال: وهذا قريبْ للعقل جدًا بأنْ يخلق الله في قلوبهم العلوم الضرورية بمقادير أعمالهم من الثواب والعقاب في لحظة واحدة انتهى.