وقال العلامة (١): قلت: الأحسن أنْ يُقالَ: الحكمة فيه إظهار العْدلِ، وبيان الفضلِ حيث إنَّه تعالى يزن مثاقيل الذر مِنْ أعمالِ العْبادِ {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}[النساء: ٤٠]. انتهى.
أيّ عمل لكَ يصلح أنْ يحصل في الميزان أيّ فعل لك إذا ظهر زان. ستعلم من يفتضح إذا نشر له الديوان. ستعرف خبرَك إذا شهدَ الجْلدُ والمكان. بكلِّ قبيح فعل أو كان. فيا مَن اشتغلَ بدنياه عن الآخرةِ. واكتفى بالخزفِ عن الدرر الفاخرة. وباعَ لذة لا تفنى ولا تبيد. بما لا يعدل مثقال حبة منَ الحديد. انتبه يا مسكين قبل أنْ ينصبَ الميزان. وتوقف يا حزين بين يدي الرحمن. فلا ثمَّ صديق ينفع. ولا حميم يشفع. إلاَّ بإذن المنان. من ذا الذي يشفع عنده إلاَّ بإذنه. أم من ذا الذي يأمَن من مكرِه ولعنِه. فكيف بك وقد أتيته فردًا. ونصب الميزان وما ثَم ترجو أحدًا. ولقد أحسن من قال في ذلك:
تذكر يومَ تأتي الله فردًا ... وقد نصبت موازين القضاء
وهتكت الستور عن المعاصي ... وجاء الذنب مكشوف الغطاء
لطيفة: ورَدَ ما يقتضي تضعيف الحسنات إلى عددٍ معلوم قال تعالى: