للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

في المراجعة، لما قدّمه من العمل الصالح. قال: ويُحتمل أن يأتي اثنان، ويكون السائل أحدهما، وإن اشتركا في الإتيان. فتُحملُ رواية الواحد على هذا.

قال السيوطي في "أهوال القبور": قلتُ: وهذا الثاني هو الصَواب، فإن ذِكر الملكين هو الموجود في غالب الأحاديث الثابتة.

الثانية: قال القرطبي (١): اختلفت الأحاديث في كيفيّة السؤال والجواب، وذلك بحسب الأشخاص أيضًا، فمنهم من يُسأل عن بعض اعتقاداته ومنهم من يُسأل عن كُلها، ويُحتمل أن يكون الاقتصار على البعض من بعض الرّواة، وأتى به غيره تامّا.

قال السيوطي (٢): قلت: والثاني هو الصّواب، لاتّفاق أكثر الأحاديث عليه. نعم يُؤْخَذُ منها خصوصًا من رواية أبي داود، عن أنسٍ فما يُسألُ عن شيء بعدها، ولفظ ابن مردويه فما يُسأل عن شيء غيرها إنه لا يسأل عن شيء من التكليفات غير الاعتقاد خاصة، وصُرِّحَ به في رواية البيهقي، من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: الآية ٢٧] قال: الشهادة يُسألون عنها في قبورهم بعد موتهم، قيل لعكرمة: ما هو؟ قال: يُسألون عن الإيمان بمحمدٍ وأمر التوحيد.


(١) الموضع السابق.
(٢) شرح الصدور ص ١٩٨.