للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نهى عنه من المحرمات ونصرة دينه والجهاد لمن خالفه بحسب القدرة فهذا القدر لابد منه فلا يتم الإيمان بدونه.

الثانية: فضل: وهي المحبة التي تقتضي حسن التأسي به وتحقيق الاقتداء بسنّته في أخلاقه وآدابه ونوافله وتطوعاته وأكله وشربه ولباسه وحسن معاشرته لأزواجه والاعتناء بمعرفة سيرته وأيامه واهتزاز القلب عند ذكره وتصوره وكثرة الصلاة عليه لِما سكن في القلب من محبته وتعظيمه وتوقيره ومحبة استماع كلامه وإيثاره على كلام غيره من المخلوقين، فإنَّه لم يزل المحبُّ يتلذذ بكلام محبوبه ويقدمه على كل كلام فمحبة كلام المحبوب أمر جِبِلِّيٌّ ولذا قيل:

لم أسع في طلب الحديث لسمعة ... أو لاجتماع قديمه وحديثه

لكن إذا فات المحبَّ لقاءُ من ... يهوى تعلل باستماع حديثه

ومن أعظم ذلك الاقتداء به - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا والاجتزاء منها بالأدنى مع نهوض الهمّة إلى الدرجات العلا من الآخرة والرغبة فيما يوصل إلى تلك المقامات الفاخرة.

وقد علم مما قررنا أن من علامات محبة الله سبحانه: حبُّ كلامه القديم وذكره الحكيم الذي هو القرآن العظيم، وعلامة حبّ الله تعالى وحبّ كلامه حبّ رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلامة حبّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - حبّ سنّته وما جاء به.

وأما الذين نبذوا السنة الغراء وراء ظهورهم واعتمدوا كلام مقلديهم فما لهم وما لمحبة الله ورسوله إنما يزعمون ذلك بلا برهان: