{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}[آل عمران: ٣١] وكيف يحبه أهل التعطيل والإلحاد أم كيف يحبه أهل التشبيه والتمثيل والفساد؟! وأيم الله إنَّ أهل التعطيل إذا سمعوا الأحاديث الصحيحة والأخبار الصريحة المخالفة لمذهبهم المرذول؛ لتذهب منهم العقول وإذا سمعوا الآيات القرآنية والكلمات الربانية المخالفة لنحلتهم؛ لتثير منها قلوبهم ويقابلون ذلك بأنواع الإلحاد والابتكار والتأويلات الفاسدة والإشارات الباردة وتارة يردونها بالطعن فيها مع عدالة ناقليها فليس لكل هؤلاء من محبة الله ورسوله إلا كمثل عطشان بعث رسوله ليأتيه الماء في غربال فلا يصل إليه من ذلك الماء ما ينتفع به وهو مع ذلك مشغول البال وحاصل ما عليه هؤلاء من محبة الله ورسوله أماني لا حقيقة لها في نفس الأمر إنَّ الأمانيّ والأحلام تضليل.
وكلٌّ يدعي وصلًا لليلى ... وليلى لا تقر لهم بوصل
ومن علامة حب السّنّة حب الآخرة.
وقال بعضهم: علامة محبة الآخرة بغض الدنيا وعلامة بغض الدنيا أن لا يأخذ منها إلا زادًا يبلغه إلى الآخرة.
وقال بعضهم: علامةُ بغض الدنيا أن لا تذكرها بمدح ولا ذم.
واعلم أنَّ محبة الله سبحانه على قسمين:
واجبة: وهي تقتضي محبة ما أوجب من الطاعات وامتثالها وكراهة ما كرهه من المحرمات واجتنابها.
ومستحبة: وهي تقتضي محبة القرب إليه بالنوافل والورع عن دقائق المكروهات.