للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي رواية "من آخر الكهف" رواه مسلم عن أبي الدرداء مرفوعًا وقد ورَد عن أبي أمامة مرفوعًا: "من لقيهُ منكم فليتفُل في وجهه" (١) رواه الطبراني، وممّا ينبغي للمؤمن أن يُكثر من التهليل والتسبيح والتكبير، فإنه قوته إذن كما مرّ.

واعلم أن أحاديث الدجال لا ينبغي الجهلَ بها، بل يجب العلمُ بها وقد قال ابن ماجه: سمعت الطنافسي يقول: سمعتُ المحاربي يقول: ينبغي أن يُدْفع هذا الحديث يعني حديث الدجال إلى المؤدِّب حتى يُعَلمهُ الصبيان في الكُتَّاب (٢).

وقد وَرَدَ أنَّ من علامات خروجه نسيان ذكره على المنابر. وأخرج الإمام أحمد وابنَ خُزيمة وأبو يعلى والحاكم عن جابر مرفوعًا: "يخرج الدجال في خفة من الدين، وإدبار من العلم" (٣) فينبغي لكل عالم، لاسيَّما في زماننا هذا الذي اشرأبَّت فيه الفتن، وكثر فيه اللغط، أن يُفشى أحاديث الدجال، لتعرفَ. قد قَرُبَ واللهِ الميقات، وظهرت العلامات، واندرس العِلمُ ومات، ونُسي الدجال فلا يذكر في ساعة من الساعات، فوالله إني في بعض الأيام لأتكلم في أحاديثه، واحذّر الحاضرين من فتنته، فإذا ببعضِ السفهاء الضالين قد خرج مُنكرًا لذلك، فَلَقَي بعضَ إخوانه الذين طمس الله على بصيرته، فقال له:


(١) رواه الحاكم ٤/ ٥٨٠، والطبراني في الكبير ٨/ ١٤٦.
(٢) ابن ماجه ٢/ ١٣٦٣ (٤٠٧٧).
(٣) رواه أحمد ٣/ ٣٦٧، وابن خزيمة في التوحيد ١/ ١٠٢، والحاكم ٤/ ٥٣٠.