للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرجَ أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قيل: يا رسُولَ الله أنفضي إلى نسائنا في الجنَّة كما نفضي إليهنَّ في الدُّنيا؟ قال: "والذي نفس محمد بيده إن الرَّجل ليفضي في الغداة الواحدة إلى مائة عذراء" (١).

قلت: ذكر هذه الأحاديث الإمام المحقق في "حادي الأرواح" (٢) بأسانيدها، وتكلم على رجالها، وفي الجملة هي أحاديث مقبولة، وإن تكلم في رجالها والله تعالى أعلم أنّ كثرتها معْ تباين طرقها يدلُّ على ثبوتها، وليستْ موضوعة جزمًا.

ثمَّ قال في "حادي الأرواح" (٣) عقب ذكرها: والأحاديث الصَّحيحة إنَّما فيها أنَّ لكل منهم زوجتين، وليس في الصحيحِ زيادة على ذلك فإنْ كانت هذه الأحاديث محفوظة فإمَّا أن يرادَ بها ما لكلِّ واحد من السراري زيادة على الزوجتين، ويكونون في ذلك على حسب منازلهم في القلةِ والكثرة كالخدم والولدان، وإمَّا أنْ يرادَ أنَّه يعطى المؤمن قوة من يجامع هذا العدد، ويكون هذا هو المحفوظ، ورواه بعض هؤلاء بالمعنى فقال: له كذا وكذا زوجة. وقد روى الترمذي (٤) عن أنس رضي الله عنه يعطى المؤمن قوة كذا وكذا من الجماع.


(١) أبو يعلى في "مسنده" (٢٤٣٦)، و"الزهد" لهناد (٨٨)، و"أبو نعيم في "صفة الجنَّة" (٣٧٤).
(٢) "حادي الأرواح" ص ٣٣٣، ٣٣٤.
(٣) "حادي الأرواح" ص ٣٣٤.
(٤) رواه الترمذي (٢٥٣٦) في صفة الجنَّة، باب: ما جاء في صفة جماع أهل الجنَّة، وقال: هذا حديث صحيح غريب.