للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غير حواء، وذلك أن آدم نام فاحتلم، فامتزجت نطفته في التراب فخُلق منها يأجوج ومأجوج (١). ورُدّ بأنّ الأنبياء لا يحتلمون. وأجيب بأن ذلك يفيض من غير أن يتراءى لهُ أنه يجامع، واعتمد الحافظ ابن حجر الأوّلَ؛ أي أنهم من ذرية نوح وإلا فأين كانوا حين الطوفان؟ (٢)

وقال الإمام النووي في الفتاوي (٣): يأجوج ومأجوج أولادُ آدم من غير حواء عند جماهير العُلماء، فيكونون إخواننا لأب.

قال الحافظ ابن حجر: لم يَرِد هذا عن أحد من السلف إلا عن كعب الأحبار ويرده الحديثُ المرفوع "إنهم من ذرية نوح"، ونوح من ذرية حواء قطعًا. وكأن الحديث ما روي عن أبي هريرة مرفوعًا وفيه ضعف ولد نوح: سام، وحام، ويافث، فوُلد لسام: العرب وفارس والروم، وولد لحام: القبط والبربر والسودان، وولد ليافث: يأجوج ومأجوج والترك، والصقالبة (٤).

قال العلامة تبعًا للحافظ ابن حجر: إنه ضعيف، وفي رواية عبد الرزاق: عن أبي قتادة قال: يأجوج ومأجوج ثنتان وعشرون قبيلة، بَنى ذو القرنين السد على إحدى وعشرين وكانت قبيلة غائبة


(١) قال ابن حجر في "الفتح" ٦/ ٣٨٦: هذا قول منكر لا أصل له إلا عن بعض أهل الكتاب.
(٢) "فتح الباري" ١٣/ ١٠٦ - ١٠٧.
(٣) ص ١٧٤ - ١٧٥ و"شرح مسلم" ٣/ ٩٨، وضعفه ابن كثير في "البداية والنهاية".
(٤) "فتح الباري" ١٣/ ١٠٧. قال: وفي سنده ضعف.