للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هريرة مرفوعًا: "للرجل من أهل الجنة زوجتان من الحور العين على كلّ واحدة سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء الثياب" (١).

فإن قيل: كيف هذا مع حديث جابر المتفق عليه: شهدت مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - العيد صلى قبل أنْ يخطب بغير أذان ولا إقامة، ثم خطب بعدما صلى فوعظ الناس وذكرهم، ثم أتى النساء فوعظهن ومعه بلال فذكرهن، وأمرهن بالصدقة قال: فجعلت المرأة تلقي خاتمها وخرصها والشئ كذلك فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بلالًا فجمع ما هناك. قال: "إن منكن في الجنة ليسير" فقالت امرأة: يا رسول الله لم؟ قال: "إنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير" (٢) وفي الحديث الآخر: "إن أقل ساكني الجنة النساء" (٣) (٤).

فالجواب كما في حادي الأرواح: إن هذا يدل على أنهن إنما كنّ في الجنة أكثر بالحور العين اللاتي خلقن في الجنة وأقل ساكنيها باعتبار نساء الدنيا فنساء الدنيا أقل أهل الجنة، وأكثر أهل النار (٥).

وأخرج الإمام أحمد في مسنده من حديث عمارة بن خريمة بن


(١) رواه أحمد ٢/ ٣٤٥.
(٢) رواه البخاري (١٤٦٢)، ومسلم (٨٨٥).
(٣) ورد في هامش الأصل: أي: في أول الأمر قبل خروج عصاتهن من النار، فلا دلالة فيه عَلَى أن نساء الدنيا أقل من الرجال في الجنة. كذا قاله المناوي وهو مخالف لما اختاره المحقق أهـ كاتبه.
(٤) رواه مسلم (٢٧٣٨)، وأحمد ٤/ ٤٢٧.
(٥) "حادي الأرواح" ١٨٠ - ١٨١.