للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الروايات (١): "ترابها الزعفران وطينها المسك" فلما كانت تربتها طيبة وماؤها طيب وانضم أحدهما إلى الآخرِ حدث لهما طيب آخر فصار مسكا.

الثاني: أن يكون زعفرانًا باعتبار لونه، مسكًا باعتبار رائحته، وهذا من أحسن شيء يكون البهجة والإشراق لون الزعفران ورائحة المسك قال: وكذلك تشبيهها بالدرمك، وهو الخبز الصافي الذي يضرب لونه إلى صفرة مع لينها ونعومتها، قال: وهذا معنى ما ذكره سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (٢): "أرض الجنة من فضة، وترابها مسك، فاللون في البياض لون الفضة، والرائحة رائحة المسك".

وأخرجَ ابن أبي الدنيا عن أبي هريرةَ رَضي اللهُ عَنْهُ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أرضُ الجنةِ بيضاء عرصتها صخورَ الكافور، وقد أحاط به المسك مثل كثبان الرمل، فيها أنهار مطردة، فيجتمع فيها أهل الجنة أدناهم وآخرهم فيتعارفون، فيبعث اللهُ ريحَ الرَّحمةِ، فتهيج عليهم ريح المسك" (٣) الحديث.

وأخرج أبو الشيخ عن أبيّ بن كعب رَضِي اللهُ عَنْهُ قال: قال


(١) "كشف الأستار" (٣٥٠٩)، "البعث والنشور" للبيهقي (٢٥٦، ٢٥٧)، و"صفة الجنة" لأبي نعيم (١٦٠).
(٢) ابن أبي شيبة (١٠٨٠١)، وأبي نعيم في "صفة الجنة" (١٦١).
(٣) رواه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (٢٨) بإسناد ساقط.