للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقطعها، واقرؤوا إن شئتم {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠)} وموضع سوط في الجنَّة خير من الدنيا وما فيها، واقرؤوا إنْ شئتم {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: ١٨٥] صدر هذا الحديث متفق عليه.

وفي "حادي الأرواح" (١) عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسُولَ الله، ما طوبى؟ قال: "شجرة في الجنَّة مسيرة مائة سنة ثياب أهل الجنَّةِ تخرج من أكمامها" (٢).

وأخرج ابن المبارك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نخل الجنَّة جذوعها من زمرد أخضر، وكربها ذهب أحمر، وسعفها كسوة لأهل الجنَّةِ منها مقطعاتهم وحلاهم، وثمرها أمثال القلال، والدلا أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وألين من الزبد ليس فيه عجم (٣).

قوله: "وكربها ذهب" هو بالكاف، والراء محركة، ثُمَّ باء موحدة أصل السعف، وقيل: ما يبقى أصوله في النخلة بعد القطع كالمراقي. قاله في "النهاية": وقوله: منها مقطعاتهم المقطعات (من الثياب) (٤): هي الثياب القصار كانها قطعت عن بلوغ التمام. قاله في "النهاية" (٥) في هذا الحديث لم يكن يصفها يعني: ثياب أهل الجنَّةِ بالقصر؛ لأنها عيب وعندي: أنَّ ذلك ليس عيبًا كما هو عادة المترفين


(١) "حادي الأرواح" ص ٢٤١.
(٢) رواه أحمد ٣/ ٧١، وأبو يعلى (١٣٧٤) ٢/ ٥١٩ - ٥٢٠، وفي سنده ضعف.
(٣) انظر "الزهد" لابن المبارك ص ٥٢٤ (١٤٨٩).
(٤) ساقطة من (ب).
(٥) انظر "النهاية" ٤/ ١٦١.