للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الموت، وإدريس بين جناحه، فقال له: يا ملك الموت إنّ لي إليك حاجة. قال: علمت حاجتك، تكلمني في إدريس، وقد محي اسمه من الصحيفة، ولمْ يبقَ من أجله إلا نصفُ طرفة، فمات إدريس بين جناحي ذلك الملك (١).

وأخرجَ المروزي وابن أبي الدنيا عن جابر بن زيد: أن ملك الموت كان يقبض الأرواح بغير وجع، فسبّه النّاس ولعنوه فشكى إلى ربّه، فوضع الله الأوجاع ونُسى ملك الموت، يقال مات فلان بوجع كذا وكذا (٢).

وأخرج الإمام أحمد والبزّار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كانَ ملك الموت يأتي الناس عيانًا، فأتى مُوسى فلطمه، ففقأ عينهُ فأتى ربه فقال: يا ربّ عبدك موسى فقأ عيني، ولولا كرامتُه عليك لشققت عليه. قال له: اذهب إلى عبدي فليضع يده على جلد ثور، فله بكلّ شعرة وارت يده سَنة. فأتاه فقال له، فقال: ما بعد هذا؟ قال: الموت. قال: فالآن، فشفه شمّه فقبض روحه، وردّ الله عليه عينه، فكان يأتي الناس خُفية" (٣).


(١) ذكره القرطبي في "التفسير" ١١/ ١١٨ - ١١٩.
(٢) رواه أبو الشيخ في "العظمة" (٤٣٧).
(٣) رواه أحمد ٢/ ٥٣٣ والحاكم ٢/ ٥٧٨، وأورده الهيثمي ٨/ ٢٠٤. وهو في صحيح البخاري (١٣٣٩) دون قوله: "كان ملك الموت يأتي الناس عيانا". وهي زيادة منكرة.