للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (٥٦)} [الدخان: ٥٤ - ٥٦].

والحور: جمع حوراء وهي المرأة الشَّابة الحسناء الجميلة البيضاء شديدة سواد العين، وقال زيدُ بن أسلم: هي التي يحار فيها الطرف والعينُ حسان الأعين وقال مجاهد: هي التي يحار فيها الطرف من رقةِ الجلدِ، وصفاء اللون. وقال الحسن: هي شديدة بياض العين شديدة سوادها. واختلف في اشتقاقِ هذه اللفظة فقال ابن عباس: الحور في كلامِ العربِ: البيض. وكذا قال قتادة. وقال مقاتل: الحور: البيض الوجوه. وكلام مجاهد يدل على أنَّ اللفظة مشتقة، من الحيرة، وردَّه الإمامُ "المحقق"، وقال: بل أصل الحور: البياض، والتحوير: التبييض، ومنه الحواريون أي: القصارون.

والصحيح: أنَّ الحورَ مأخوذ من الحَوَرِ في العين، وهو شدة بياضها مع قوةِ سوادها فهو متضمن لأمرين كما في "الصحاح" (١). وقال أبو عمرو: الحورُ أنْ تسودَّ العين كلَّها مِثْلُ أعين الظِّباء والبقر، وليس في بني آدم حور، وإنَّما قيل للنساء حور العيون؛ لأنهنَّ شُبِّهْنَ بالظباء والبقرِ. وقال الأصمعي: ما أدري ما الحَوَرُ في العينِ. قال في "حادي الأرواح" (٢): أهل اللغة قالوا: الحور في العين معنى يلتئم مِنْ حسن البياض والسوادِ وتناسبهما، واكتساب كلّ واحدٍ الحسن من الآخرِ، وعين حوراء إذا اشتدَّ بياضُ بياضها، وسوادُ سوادها، ولا تسمَّى المرأة حوراء حتَّى يكون مع حَوَرِ عينها بياض لون جسدها.


(١) "الصحاح" ٢/ ٦٣٩.
(٢) "حادي الأرواح" ص ٣١٥.