للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والطمث هو الدم يقال: طمثت الجارية إذا افترعتها، وبيت الفرزدق يدلَّ لِمَا قاله أبو عبيدة:

خرجن إليَّ لم يطمثهن قبلي ... وهن أصح من بيض النعام

أي: لم يمسهن قبلي أحد، قال المفسرون لم يطأهن، ولم يغشهن، ولم يجامعهن هذه ألفاظهم. والله تعالى أعلم.

وقال تعالى في وصفهن: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (٧٢)} [الرحمن: ٧٢]، المقصورات: المحبوسات. قال أبو عبيدة: خدرت في الخيام. قال في "حادي الأرواح" (١): وفيه معنى آخر: وهو أنْ يكونَ المراد أنهنَّ محبوسات على أزواجهن لا يردن غيرهم وهم في الخيام وهذا معنى قول من قال: قصرن على أزواجهن فلا يردن غيرهم، ولا يطمحن إلى مَنْ سواهم، ذكره الفراء.

قال المحقق: قلت: هذا معنى قاصرات الطرف لكن أولئك قاصرات بأنفسهن، وهؤلاء مقصورات وقوله: {فِي الْخِيَامِ} على هذا القول صفة لجواريٍ هن في الخيام، وليس معمولًا لمقصورات وكأن أرباب هذا القول فروا من كونهن محبوسات، والحبس عذاب والجواب: أنَّه سبحانه وصفهن بأنَهنَّ مخدرات لا يخرجن مِنْ خدورهن، ولا يلزم من هذا أنّهنَّ لا يفارقن الخيام إلى الغرف والبساتين، ألا ترى أن نساءَ ملوك الدُّنيا وذويهم من


(١) "حادي الأرواح" ص ٣٢١، ٣٢٢.