للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده وظنَّ أنِّي مشترط ما لا يعطينيه قال: قلت نحل منها حيث شئنا ولا يجني امرئ إلَّا [على] نَفْسِهِ؟ فبسط يده وقال: "لك ذلك تحلُّ حيث شئت ولا يجني عليك إلَّا نفسك". قال: فانصرفنا عنه، ثُمَّ قال: " [إن هذين] (١) مرتين من أتقى الناس في الدُّنيا والآخرة" وفي لفظ: "في الأولى والآخرة" فقال له كعب ابن الخدارية أحد بني بكر ابن كلاب: من هم يا رسول الله؟ قال: " [بنو المنتفق بنو المنتفق ثلاثًا] (٢) أهل ذلك منهم".

قال: فانصرفنا وأقبلت عليه وقلتُ يا رسُولَ الله هل لأحدٍ ممَّن مضى من خير في جاهليتهم؟ فقال رجل من عرض قريش: والله إن أباك المنتفق لفي النَّار قال: فلكأنه وقع حَرْ بين جلدي ووجهي ولحمي مما قال لأبي على رؤوس الناس فهممتُ أن أقول وأبوك يا رسول الله، ثُمَّ إذا الأخرى أجمل فقلت: يا رسُولَ الله وأهلك؟ قال: "وأهلي لعمر الله ما أتيت عليه من قبر عامريِّ أو قرشيِّ من مشركٍ فقل: أرسلني إليك محمد، فأبشرك بما يسؤك تجر على وجهك وبطنك في النَّار، قال: قلت يا رسُولَ الله ما فُعل بهم ذلك وقد كانوا على عمل لا يحسنون إلَّا إياه، وكانوا يحسبون أنهم مُصلحون؟. قال: ذلك لأنَّ الله بعث في آخر كلّ سبع أمم [يعني] نبيًا فمن عصى نبيه كان من الضَّالين ومن أطاع نبيه كان من المهتدين".


(١) في النسخ: ها إن ذين ها إن ذين مرتين.
(٢) في المسند مرة واحدة.