للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لشجرًا حمله اللؤلؤ والزبرجد تحته جوار ناهدات يتغنين بالقرآن يقلن: نحن النَّاعمات فلا نبأس، ونحن الخالدات فلا نموت فإذا سمعَ ذلك الشجر صفق بعضه بعضًا فأجبن الجواري فلا يدري أصوات الجواري أحسن أم أصوات الشجر؟ رواه ابن وهبٍ.

وأخرج عن خالد بن يزيد: "إنَّ الحور العين يغنين أزواجهن فيقلن: نحن الخيرات الحسان أزواج شباب كرام، ونحن الخالدات" الحديث وفي صدر إحداهنَّ مكتوب أنت حبي، وأنا حبك انتهت نفسي عندك لم تر عيني مثلك (١).

وأخرج الأصبهاني (٢) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسُولَ الله هل في الجنَّة سماع فإنِّي أحب السَّماع؟ قال: "نعم والذي نفسي بيده إنَّ الله ليوحي إلى شجر الجنَّة أن أسْمعي عبادي الذين شغلوا أنفسهم عن المعازف والمزامير بذكري فتسمعهم بأصوات ما سمع الخلائق مثلها قط بالتَّسبيح، والتقديس".

وفي الثعلبي قال إبراهيم: "إنَّ في الجنَّة أشجارًا عليها أجراس من فضةٍ فإذا أراد أهل الجنَّةِ السَّماع بعث الله ريحًا من تحت العرش، فتقع في تلك الأشجار فتتحرك الأجراس بأصوات لو سمعها أهل الدُّنيا لماتوا طربًا".

وأخرج ابن عساكر عن الأوزاعي قال: إذا أراد أهل الجنَّةِ أن يطربوا أوحى الله إلى رياحٍ يقال لها: الهفافة، فدخلت في آجام قصب اللؤلؤ الرطب، فحركته فضرب بعضه بعضًا، فتطرب الجنَّة فإذا


(١) المرجع السابق ص ٢٥٦.
(٢) "الترغيب والترهيب" (١/ ٥٤٢)، حديث (٩٩٧).