للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: (١)

ومن العجائب والعجائب (٢) جمة ... قربُ الحبيب وما إليه وصول

كالْعيسِ في البيداء يقتلها الظمأ ... والماء فوقَ ظهرها محمول

وقال بعض العلماء: العيس: إبل في بياضها ظلمة خفيفة. والجون: يطلق على البياض والسواد، والمراد هنا البياض أي: الإبل البيض، والمناسم: بنون وسين مهملة: جمع منسم، وهو باطن خف البعير. وعند أبي نعيم (٣) عنه - صلى الله عليه وسلم - "إنَّ أهل الجنَّةِ ليتزاورون على نجائب بيض كأنها الياقوت، وليس في الجنَّة من البهائم إلَّا الخيل والإبل".

وأخرج أبو الشيخ (٤) عن جابر بن عبد الله، عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا دخل أهل الجنَّةِ الجنَّة جاءتهم خيول من ياقوت أحمر لها أجنحة لا تبول ولا تروث، فقعدوا عليها، ثُمَّ طارت بهم في الجنَّة فيتجلى لهم الجبار فإذا رأوه خرّوا سجدًا فيقول لهم الربُّ تعالى: ارفعوا رؤسكم فإن هذا ليس يوم عمل إنَّما هو يوم نعيم، وكرامة فيرفعون (٥) رؤوسهم". وذكر الحديث

وأنت عليم بأنَّ في هذه الأحاديث من الاضطراب ما يقضي عليها بعدم القبول لولا كثرتها، وتباين طرقها، وإذا تباينت طرق


(١) من شعر عبد الغني النابلسي.
(٢) في (ب): والطحائب.
(٣) الطبراني في "المعجم الكبير" (٤٦٥٩)، "صفة الجنَّة" لأبي نعيم (٤٢٥).
(٤) "أبو نعيم في "صفة الجنَّة" (٤٢٩)، وفي "الشريعة" (٢٦٧).
(٥) في (ب): فيرومون.