للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حزم وأمثالهما، وكتابه هذا من أجل ما رأينا في هذا الفن، بل هو أجلّها وأعظمها، ولا ينبغي لمن له رغبة في العلوم أن يجهله، ولا شيء منه فعليك به فإنه مفيد جدًا.

فائدة: نقل بعض المتكلمين أن محلّ الروح القلبُ، واستدلّ له بحديث ابن عساكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "وأما النفس ففي القلب، والقلب بالنياط، والنياط يسقي العروق، فإذا هلك القلب انقطع العِرق" (١)، وهذا الحديث مرسل وقال ابن حجر في "الإصابة" (٢): الحديث فيه غريب كثير، وأسانيده ضعيفة جدًا والله أعلم.

فإن قلتَ هل تموت الروح، أم الموت على البدن وحده؟ قلتُ: أجاب عن هذا الإمام المحقق في "الرّوح" فقال: قد اختلف الناس في هذا فقالت طائفة: تموتُ وتذوق الموت؛ لأنها نَفْس و {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عِمرَان: الآية ١٨٥] قالوا: وقد دَلّت الآيةُ على أنّه لا يبقى إلا الله وحده قال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦)} [الرَّحمن: الآية ٢٦] الآية. وقال: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القَصَص: الآية ٨٨] قالوا: وإذا كانت الملائكة تموت فالنفوس البشرية أولى قالوا: وقد أخبر الله عن أهل النار أنهم قالوا: {رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} [غَافر: الآية ١١] فالموتة الأولى هذه المشهودة وهي للبدن، والأخرى للرّوح.


(١) تاريخ دمشق لابن عساكر (١٦/ ٣٧٤).
(٢) (٢/ ١١٢) في ترجمة خزيمة بن حكيم.