للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أطلت الكلام على هذا الحديث لنكتة اقتضت ذلك فنسأل اللَّه أن يعافينا من جميع المهالك، وأخرج الإمام أحمد في "الزهد" (١) عن عمران القصير قال: بلغني أن في جهنم واديًا تستعيذ منه جهنم كلَّ يومٍ أربعمائة مرة مخافة أن يرسل عليها فيأكلها أعد اللَّه ذلك الوادي للمرائين من القراء، قلت: وهذا هو الذي استشهد به الجلال السيوطي في معارضة ابن الجوزي، وقال الحافظ ابن رجب (٢): روينا من حديث معروف الكرخي رحمه اللَّه قال بكر بن حبش: إن في جهنم لواديًا تتعوذ جهنم من ذلك الوادي كل يوم سبع مرات وإن في ذلك الوادي لجبًّا يتعوذ الوادي وجهنم من ذلك الجُّبِ كل يوم سبع مرات وإن في الجب لحية يتعوذ الوادي والجب وجهنم من تلك الحية كل يوم سبع مرات يبدأ بفسقة حملة القرآن فيقولون: أي رب تبدى بنا قبل عبدة الأوثان، قيل لهم: ليس من يعلم كمن لا يعلم".

وقال كعب رحمه اللَّه: إن في أسفل درك جهنم تنانير ضيقها كضيق زج أحدكم في الأرض يقال له جب الحزن يدخلها قوم بأعمالهم فيضيق عليهم (٣) خرَّجه هناد بن السري، وخرَّجه ابن أبي حاتم بلفظ: إن في النار لجبًّا يقال له جُبُّ الحزن لهو أضيق على من يدخل فيه من زج أحدهم على رمحه يطبقها اللَّه أو قال يضيقها اللَّه على عبادٍ من عباده سخطًا عليهم ثم يخرجهم منها آخر الأبد" وأخرج ابن


(١) ص ٤٥٢.
(٢) "التخويف من النار" ص ١١٨.
(٣) أخرجه هناد في "الزهد" (٢٢١).