للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن يصعده فإذا وضع يده عليه ذابت فإذا رفعها عادت فإذا وضع رجله عليه ذابت فإذا رفعها عادت يصعد سبعين خريفًا ثم يهوي كذلك" (١).

وخرَّجه الإمام أحمد وغيره بمعناه وخرجه الترمذي مختصرًا، ولفظه: "الصَّعُود جبل من نار يصعد فيه الكافر سبعين خريفا ويهوي فيه كذلك أبدا"، قال الترمذي: غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث ابن لهيعة عن دراج.

قال الحافظ في التخويف (٢): لكن رواه عمرو بن الحارث عن دراج به خرجه من طريقه الحاكم وقال: صحيح الإسناد.

وقال ابن عباس في قوله تعالى: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (١٧)} [المدثر: ١٧] جبل في النار زلق كلما صعده الفاجر زلق فهوى في النار (٣).

وقال ابن السائب: هو جبل من صخرة ملساء في النار يكلف أن يصعدها حتَّى إذا بلغ أعلاها انحدر إلى أسفلها ثم يكلف أن يصعدها فكذلك دأبه أبدا يجذب من أمامه بسلاسل الحديد ويضرب من خلفه بمقامع الحديد فيصعدها في أربعين سنة (٤)، والمقامع: جمع مقمع وهو المطرق وقيل: السوط.


(١) أخرجه الترمذي (٣٣٢٦)، وأحمد في مسنده ٣/ ٧٥ (١١٧١٢)، وأبو يعلى في "مسنده" (١٣٨٣)، والحاكم في المستدرك ٤/ ٥٩٦.
(٢) "التخويف من النار" ص ١١٣.
(٣) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٢٦٤ (٣٣٩٨).
(٤) انظر: "زاد المسير" ٨/ ٤٠٦.