للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرج ابن أبي الدنيا عن يزيد بن شجرة، قال: إن لجهنم لجبابا في ساحل كساحل البحر فيه هوام وحيات كالبخاتي وعقارب كالبغال، فإذا سأل أهل النار التخفيف قيل اخرجوا إلى الساحل فتأخذهم تلك الهوام بشفاههم وجنوبهم وما شاء الله من ذلك فتكشطها فيرجعون فيبادرون إلى معظم النيران ويسلط عليهم الجرب حتَّى إن أحدهم ليحك جلده حتَّى يبدو العظم فيقال: يا فلان هل يؤذيك هذا، فيقول: نعم، فيقال له: ذلك بما كنت تؤذي المؤمنين (١).

قال الحافظ المنذري: ويزيد بن شجرة الرهاوي مختلف في صحبته.

وروى حماد بن سلمة عن الحريري عن أبي عثمان، قال: على الصراط حيات يلسعن أهل النار فيقولون: حس حس فذلك قوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا} [الأنبياء: ١٠٢] وكان إبراهيم العجلي رحمه اللَّه يقع البعوض على كتفه وظهره فيتأذى بهن فيقول:

وأنت تأذى من حسيس بعوضة ... فللنار أشقى ساكنين وأوجع (٢)

وأخرج أبو يعلى بسند جيد عن أنس رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "الذباب كله في النار إلا النحل" وتقدم الكلام (٣) عليه


(١) أورده بن رجب في "التخويف من النار" ص ١٣٧ في ذكر حيات وعقارب جهنم، وعزاه إلى ابن أبي الدنيا وغيره، الترغيب والترهيب (٤/ ٤٧٦).
(٢) المصدر السابق ص ١٣٧ - ١٣٨.
(٣) ت (٣) ص ١٢٩٨.