للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيذبح (١)، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت" ثم قرأ - صلى الله عليه وسلم -: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [مريم: ٣٩].

وخرجه الترمذي (٢) وزاد: "فلولا أن الله قضى لأهل الجنة بالحياة والبقاء لماتوا فَرَحًا، ولولا أن الله قضى لأهل النار بالحياة والبقاء لمَاتُوا تَرَحًا" وفي رواية في الصحيحين: "فيزداد أهل الجنة فرحًا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنًا إلى حزنهم" (٣).

واعلم أنَّ بكاء أهل النار لا يجدي لهم فائدة بل الحسرة عليهم والكآبة لم تزل زائدة؛ نعم ربما نفع البكاء بعض عصاة الموحدين دون


(١) ورده بهامش الأصل: قوله: فيذبح: قَالَ المناوي: وهذا مثل ضُرب ليوصل إلى الأفهام حصول اليأس من الموت. فافهم. أهـ.
ويفهم من كلام المناوي: أن ذبح الموت كناية عن الدائم وهذا معنى عَلَى أن الموت أمر عدمي، وقيل: هو وجود وهل هو جوهر أو عرض تردد فيه بعضهم والظاهر أنه جوهر لأنه يذبح، والعرض لا يذبح. واختار هَذَا السيوطي أهـ. وقال بعضهم: مذهب السلف في هَذَا الحديث الوقوف عن الخوض في معناه؛ نؤمن به ونكل علمه إلى الله تعالى والصحيح أن ذبح الموت حقيقة كما جاء في الحديث، أقول وبالله التوفيق ومن استمد العون والتسديد هذا هو الصحيح.
(٢) الترمذي (٢٥٥٨).
(٣) صحيح رواه البخاري (٤٧٣٠)، ومسلم (٢٨٤٩)، والطبري في "التفسير" ١٦/ ٨٧ - ٨٨، والآجري في "الشريعة" ص (٤٠١)، والبيهقي في "البعث والنشور" (٦٤٠)، وهناد في "الزهد" (٢١٣)، وعبد بن حميد (٩١٤)، والإمام أحمد ٣/ ٩، والترمذي (٢٥٥٨).
يشرئبون: يمدون أعناقهم يتطلعون، الكبش الأملح: النقي البياض أو الذي غلب بياضه سواده.