للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا ما رَوَى سعيد بن بشير عن قتادة في قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} أي: من كثرتهم (١).

وروي عن عكرمة أنه قال: إنَّ أوّل مَن وصل مِن أهل النار إلى النار وجدوا على الباب أربعمائة ألف من خزنة جهنم مسودة وجوههم كالحة أنيابهم قد نزعَ الله الرحمةَ من قلوبهم ليس في قلب واحد منهم مثقال ذرة من الرحمة لو طار الطائر من منكب أحدهم لطار شهرين قبل أن يبلغ منكبه الآخر، ثم يجدون على الباب التسعة عشر عرضُ صدر أحدهم سبعون خريفا، ثم يهوون من باب إلى باب خمسمائة سنة حتَّى يأتوا الباب، ثم يجدون على كلِّ باب منها من الخزنة مثل ما وجدوا على الباب الأوّل، حتَّى ينتهوا إلى آخرها، خرَّجه ابن أبي حاتم (٢)، وفيه الحكم بن أبان فيه ضعف.

قال الحافظ (٣): وهذا يدل على أن كلّ باب من أبوابها عليه تسعة عشر خازنًا هم رؤساء الخزنة وتحت يد كل واحد أربعمائة ألف. قال: والمشهور بين السلف، والخلف أن الفتنة إنما جاءت من حيث عدد الملائكة الذين اغتر الكفار بقلتهم، وظنوا أنهم يمكنهم مدافعتهم وممانعتهم ولم يعلموا أن كلَّ واحد من الملائكة لا يمكن البشر كلهم مقاومته ولهذا قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ


(١) "التخويف من النار" ص ٢١٧.
(٢) "التخويف من النار" ص ٢١٧، ٢١٨.
(٣) "التخويف من النار" ص ٢١٨.