كتاب البحور الزاخرة في علوم الآخرة

الباب العاشر في ذكر حال الموحدين في النار، وخروجهم منها برحمة أرحم الراحمين، وشفاعة الشافعين وفي أكثر أهل النار، وأصنافهم - فصل - ج: 3 - ص: 1463

وأخرج مسلم والحاكم عن سمرة بن جندب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن من أهل النار من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حجزته، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته" (١).

وخرج الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن عبدًا في جهنم لينادي ألف سنة يا حنان يا منان فيقول الله عزَّ وجل لجبريل عليه السلام: اْذهب فائتني بعبدي هذا فينطلق جبريل فيجد أهل النار منكبين فيرجع إلى الله عزَّ وجل فيخبره فيقول: اْئتني به فإنه في مكان كذا وكذا فيجيء به فيقفه على ربه فيقول: يا عبدي كيف وجدت مكانك فيقول: يا رب شر مكان وشر مقيل فيقول: ردوا عبدي فيقول: ما كنت أرجو إذ أخرجتني منها أن تعيدني (٢) فيقول ردوا (٣) عبدي" (٤).

---

(١) رواه مسلم (٢٨٤٥)، وأحمد ٥/ ١٠ و ١٨، والحاكم ٤/ ٥٨٦.
(٢) ورد بهامش الأصل: تردني من خطه.
(٣) كذا في الأصل: (ردوا)، وفي المسند وغيره (دعوا) وهو المعنى الذي أوله المصنف لاحقًا.
(٤) رواه أحمد ٣/ ٢٣٠، وابن خزيمة في "التوحيد" ٢/ ٧٤٩، وأبو يعلى (٤٢١٠)، والبيهقي في الأسماء والصفات ص ٨٤، وفي "البعث والنشور" (٥٧)، وابن الجوزي في " الموضوعات "٣/ ٢٦٧.