الناس حتَّى تغيرت وجوههم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود، إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة" فكبرنا، ثم قال:"ثلث أهل الجنة" فكبرنا، ثم قال:"شطر أهل الجنة" فكبرنا (١). وتقدم هذا الحديث بتمامه والله الموفق.
واعلم أيضاً أنَّ الذين يدخلون النار مِن هذه الأمِّة أكثر من الذين يدخلون الجنة منها من جملتهم المنافقون وقد وردت الأخبار، وطفحت الآثار بأنَّ هذه الأمّة ستفترق على بضع وسبعين فرقة كلها في النارِ إلا فرقة واحدة وهم الذين على ما كان عليه المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه كما أخبر - صلى الله عليه وسلم -، بذلك صحّت الأخبار، وصرحت الآثار بذلك مع الذين يقترفون الذنوب المتوعد عليها من الفرقة الناجية غير أن الخلود مجتنب فلا يخلد فيها من أمّة محمد أحد اللهم إلا أن يكون منافقاً أو كافرًا ببدعته.
فالحاصل أنَّه يدخل النار من ذرية آدم خلق أكثر من الجنة، والذين يدخلون النار من أمة محمد أكثر من الذين يدخلون الجنة منهم باعتبار الدخول الأول، وأكثر من يدخل النار من أمّة محمد النساء، والله أعلم.
(١) رواه أحمد ٣/ ٣٢، والبخاري (٣٣٤٨) و (٤٧٤١) و (٧٤٨٣)، ومسلم (٢٢٢).