للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعاقب، ذكره في "الفنون" عن الأصحاب قال: وإذا منع حائل البعد شروط التكليف فأولى فيهما.

وفي اْختيارات شيخ الإسلام رضي الله عنه (١): أطفال المشركين أصح الأجوبة فيهم ما ثبت في الصحيحين أنه سئل عنهم رسول الله فقال: "الله أعلم بما كانوا عاملين" (٢) قال: فلا يحكم على معين منهم بجنة ولا نار، ويروى أنهم يمتحنون يوم القيامة فمن أطاعَ دَخَلَ الجنة ومَنْ عمى دخَل النارَ وهذا حسن والله أعلم (٣).

وقال الحافظ جلال الدين السيوطي: لا تنافي بين الحديثين بل نقول بما دل عليه حديث أنهم في المشيئة فيمتحنون في الآخرة فمَن كتبت له السعادة أطاع بدخول النار فيردوا إلى الجنة، ومن كتب له الشقاوة اْمتنع فيسحب إلى النار وهذا الذي ذكرنا هو الصحيح المعتمد وثم ستة أقوال أو أكثر:

أحدها: أنَّهم في النارِ.

الثاني: يصيرون ترابا.

الثالث: أنَّهم خدم (٤) أهل الجنة وقد مرّ الكلامُ على هذا القول،


(١) "مجموع فتاوى ابن تيمية" ٤/ ٢٤٦.
(٢) رواه البخاري من حديث أبي هريرة (١٣٨٤، ٦٥٩٨، ٦٦٠٠)، ومسلم (٢٦٥٨) (٢٣).
(٣) كما سيأتي في ص ١٥٠٥ ت (١) ص ١٥٠٦ ت (٣).
(٤) قَالَ المناوي: عند قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أطفال المشركين خدم أهل الجنة" هَذَا ما عليه الجمهور.