الأخبار النبوية قاسه على رأي متبوعه فهذا يرى ما لا يرى العبد المعترف بالعبودية الخاضع لأقوال رسول معبوده وسيده ومولاه المعترف بقصوره وعجزه عن إدراك الحكمة الربانية المسلِّم للكلمات الربانية والآثار النبوية.
فيالله العجب حيث ثبت ما تلوناه من الأخبار ونقلناه من الآثار عن المصطفى المختار ودوّنه الأخيار وقال به الأبرار ولم يدفعه عقل صحيح ولا نقل صريح فا وجه العدول عنه إلى القول بنجاة أهل الفترة.
= الكرام وعمدتهم في ذَلِكَ قوله تعالى: الآية {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: ١٥] وقد جنح لهذه المقالة العلامة الشيخ مرعي في بهجته. فارجع إليه فإنه أجاد، واعلم أنه رحمه الله تعرّض لردّ ما نقله في البهجة عن العلامة المحقق ابن حجر الهيتمي في قوله: إن الأدلة الكلية ناصَّة عَلَى أنه لا تعذيب إلا بعد بلوغ البعثة إليهم، والعرب أهل الفزة لم يبعث إليهم نبيٌّ يدعوهم إلى الإيمان فكيف يعذَّبون؟! ويقتصر في التعذيب عَلَى من صحّ فيه كرأيت عَمْرو ابن لحي في النار، فإنه أول من سنّ للعرب عبادة الأصنام وشرّع الأحكام. فالأحاديث محمولة عَلَى من غيَّر وبدَّل. أهـ مختصراً وملخصاً من مقالته رحمه الله. وقد أتي بما يُشمُّ منه رائحة الحطِّ عَلَى علماء الحديث القائلين بظاهر الأحاديث ووصفهم بالجمود عَلَى ظاهر الأحاديث لغفلتهم عمَّا قرّره الأئمة الذين عليهم المعتمد في تحقيق العلوم النقلية. قَالَ في البهجة: قُلْتُ: فكلامه أعني ابن حجرٍ في غاية التحقيق لا ينبغي العدول عنه. أهـ كاتبه عبد الله العدوة.