وفي قصّة الإسراء من حديث عبد الله بن مسعود قال:"لما أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لقي إبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم فتذاكروا الساعة، فبدؤا بإبراهيم فسئلوه عنها فلم يكن عنده علم منها، حتى أجمعوا الحديث إلى عيسى فقال عيسى: عهد الله إليّ فيما دون وجبتها، فذكر خروج الدجال فقال: فأهبط فأقتله، وترجع الناس إلى بلادهم فيستقبلهم يأجوج ومأجوج، وهم من كلّ حدب ينسلون فلا يمرّون بماء إلا شربوه، ولا يمرّون بشيء إلّا أفسدوه فيجأرون إلى الله تعالى فَأدعوا الله فيميتُهم فتجأر الأرضُ إلى الله من ريحهم ويَجارون إليّ فأدَعو ويُرسلُ الله السّماءَ بالماء فتحمل أجسامَهُمْ فتقذفها في البحر، ثُمْ تُنسفُ الجبالُ وتُمَدُّ الأرضُ مَدّ الأديم فعهد اللهُ إليّ إذا كان كذلك فإن السّاعة من النّاس كالحامل المتم لا يَدرِي أهلها متى تفجؤهم بولادتها ليلًا أو نهارًا" قال المحقق ذكره الحاكم والبيهقي وغيرهما (١).
وهذا نصٌ في تذاكر الأرواح وقد أخبر الله سبحانه عَن الشُهداء بأنّهم أحياء عند رَبّهم يُرزقون وأنهم يستبشرون بنعمة من الله وفضل، وهذا يدل على تلاقيهم من ثلاثة أوجه؛ أحدها: أنهم أحياء عند الله وإذا كانوا أحياء فهم يتلاقون، الثاني: أنهم يستبشرون بإخوانهم
(١) حديث ضعيف، رواه ابن أبي شيبة (٤٩٩١٧)، وابن ماجه (١٣٦٥)، وأحمد ١/ ٣٧٥، والشاشي (٨٤٥)، وأبو يعلى (٥٢٩٤) وصححه البوصيري، والحاكم ٢/ ٣٨٤ و ٤/ ٤٨٨.