للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكأنّ على رؤسهم الطّير، فَضَربَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بصره في الأرض، ينكت بمخصرة معه، ثم رفع بصره إلى السّماء فقال: "أعُوذ بالله من عذاب القبر"، ثلاث مرّات، ثم قال: "إنّ العبد المؤمن، إذا كان في إقبال من الآخرة، وإدبار من الدنيا، أتاه ملك الموت فجلس عند رأسه، وتهبط إليه ملائكة معهم تحفة من تحف الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، ومن كسوتها فيجلسون منه مدّ البصر، سماطين فيبدأ ملك الموت فيبشره، ثمّ تبشّره الملائكة، فتسيل نفسه كما تسيل القَطْرة من فيّ السّقاء فرحًا بمباشرة ملك الموت، حتى إذا أخذ نفْسَه، لم تدعها الملائكة طرفة عين، حتى يأخذوها ويحتضنوها إليهم بتلك التحف التي هبطوا بها، فإذا ريحُها قد ملأ ما بين السّماء والأرض، فتقول الملائكة ما أطيب هذه الرائحة، فتقول الملائكة هذه [رائحة] (١) نفس فلان، قبض اليوم، وتُصلِّي عليه، فإذا انتهوا به إلى السماء فُتحت أبواب السماء، فليس من بابِ إلا وَهو مشتاق إليه أن يهبط منه حتى إذا دخلوا بها من باب عمله بكى عليه الباب فلا يمرّون [بها] (٢) على أهل سقاء إلا قالوا: مرحبًا بهذه النفس المطمئنة، التي قبلت دعوة (٣) ربها حتى انتهوا إلى سدرة المنتهى، فيقول ملك الموت والملائكة الذين هبطوا إليها: يا رب قَبضْنا روح


(١) من (ب).
(٢) من (ب).
(٣) في (ب): (وصية) بدلًا من (دعوة).