للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

روى الجميعَ في القبور ابن رجب ... وهو إمامٌ حافظ ومنتخَب

وعن عُبيْد بن عُمير (١) ورَدا ... وذاك فيما ابن جريج أسندا

بأنه يُفتن سبعَا مؤمنٌ ... وأربعين ذا النفاق يُفتن

فأفادنا أن المؤمن يُفتن سبعة أيام، وأنّ المنافق يُفتن أربعين يومًا فنسألُ الله أن يثبتنا عند السؤال بسرّ لا إله إلا اللهُ الواحد المتعال (٢).

الرابعة: قال القاضي الباقلّاني: إنّ من لم يُدفن ممّن بقي على وجه الأرض، يقع لهم السؤال والعذاب، ويحَجب الله أبصار المُكلَّفين عن رؤية ذلك، كما حجبها عن رؤية الملائكة والشياطين، قال بعضهم: وتُرد الحياة إلى المصلوب، ونحن لا نشعر به كما أنا نحسبُ المغمى عليه ميتًا، وكذلك يضيقُ عليه الجوّ كضمّة القبر، ولا يستنكر (٣) شيئًا من ذلك مَن خالط الإيمان قلبه، وكذلك من تفرّقت أجزاؤه، يخلق الله في بعضها أو كلّها يوجّه السؤال عليه، قاله بعضهم (٤).

قلت: وفي "الروح" للإمام المحقّق وممّا ينبغي أن يُعلم أنّ عذاب القبر هُو عذابُ البرزخ، فكلّ من مات وهو مستحق للعذاب ناله نصيب منه، قُبر أم لم يُقبر فلو أكلته السّباعُ أو أحرق حتى صار رمادًا أو نُسف في الهواء أو صُلب أو غرق في البحر، وصل إلى روحه وبدنه


(١) في (ب): (عبيد بن عمرو).
(٢) قصده التوسل بالتوحيد والتوسل به مشروع ا. هـ من إفادة شيخنا الشيخ صالح الفوزان.
(٣) في (ب): (يستكثر).
(٤) نسبه في "شرح الصدور" ص ١٩٩ لإمام الحرمين.