للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر قصّة الجريدة. رواه البيهقي في "دلائل النبوة"، ويعلى بن مُرّة هذا: هوَ يعلى بنُ سيابة، وسيابة أمّه (١).

قُلْتُ: قد أجاب عن هذا علماؤنا أعزّهم الله تعالى بأنّ معناه لم يعذبا في أمرٍ كان يكبر عليهما، أو يشق فعله لو أراد أن يفعَلاه، وهو التنزه من البول، وترك النميمة. وقوله: "كان يعذب في يسير من الأمر" أي: في زعَمه أو يَسير تركه، ولمْ يردْ - صلى الله عليه وسلم - أن المعصية في هاتين الخصلتين، ليستا من الكبائر في حق الدين، وأن الذنب فيهما هين سهل، ومن ثمَّ قال الحافظ المنذري (٢): ولخوف توهّم مثل هذا، استدرك - صلى الله عليه وسلم - فقال: "بلى إنه كبير" كما في رواية صحيحة أخرجها البخاري وغيره.

فالمُعْتَمدُ عندنا أن هذه الخِصال من الكبائر، كما بيّنت ذلك مُوضّحًا في كتابي "الذخائر، لشرح منظومة الكبائر"، الواقعة في "الإقناع" فراجِعْه تَظفرْ بمرادك، والله تعالى الموفق.

وأخرج الطبراني في الأوسط، وابن أبي الدنيا في القبور، واللالكائي في السنة، وابن منده، عن ابن عُمر رضي الله عنهما قال: بينا أنا أسيرُ بجنبات بدر، إذ خرج رجلٌ من حفرة في عنقه سلسلة، فناداني: يا عبد الله اسقني، فلا أدري أعَرَف اسمي، أم


(١) مصنف ابن أبي شيبة ٣/ ٥٢، والطبراني في "الأوسط" (٢٤١٣)، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٨/ ٩٣.
(٢) "الترغيب والترهيب" ١/ ٨٤.