للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجهه عن القبلة، قال: فكتبت بذلك إلى الأوزاعي، فكتب: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثلاث مرات أمّا من حُوّل وجهه عن القبلة فإنَّه ماتَ على غير السُّنَّة (١).

وخرَّجه أبن أبي الدُنيا وقال: حَدَّثنا عبدُ المؤمن بن عبد الله القيسي، قال: قيل لنباشٍ قد كان تاب، ما أعجب ما رأيت؟ قال: نبشتُ رَجُلًا فإذا هو مسمّرٌ بالمسامير في سائر جسده، ومسمار كبير في رأسه وآخر في رجليه (٢).

قال: وقيل لنبّاش آخر ما أعجب ما رأيت؟ قال: رأيتُ جمجمة إنسانٍ مصبوب فيها رصاص.

قال: وقيل لنبّاش آخر ما كان سببُ توبتك؟ قال: عامة من كنت أنبش، أراه محوّل الوجه عن القبلة.

وذكر ابن الفارسي الليثي صاحب ناصر السنة ابن الجوزي رحمه الله أنه سنة تسعين وخسمائة، وجد ميتًا ببغداد بظاهر باب البصرة، وقد بلي ولم يبق غير عظامه، وفي يَديه ورِجْليه ضبُابٌ من حديد، وقد ضُربَ فيها مسامير في قصب يديه ورجليه، وقد وُضِعت ضُبّةُ حديد على بطنه، وضُرب فيها مسماران. أحدُهما في سرته، والآخر في جبهته، وكان هائل الخلقة، غليظ العظام، وكان سبب ظهوره زيادة الماء، فكشف جانب تل، كان يُعرف بالتّلّ الأحمر على ميلين من سور باب البصرة القديم.


(١) رواه ابن قدامة في كتاب التوابين" ص ٢٨٥.
(٢) الروح ص ٦٨.