للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأخبره فقال - صلى الله عليه وسلم -: "انظر هل إلى ثقة من سبيل" قال: فأتى رجلًا من الأنصار قد حضرته الوفاة، فأخبرَهُ، فقالَ الأنصاريُّ: إن كان أحدٌ يُبلَّغُ الموتى بلَّغتُ، قال: فَتُوفيّ الأنصاري فجاء بثوبين مثرودين بالزعفران، فجعلهما في كفن الأنصاريّ، فلما كانَ اللَّيلُ، رأى النسوة معهن امرأته، وعليهن الثوبان الأصفران (١).

قال الجلالُ السُيوطي: هذا مُرسل؛ لا بأسَ بإسناده (٢).

وذكر ناصرُ السُّنَّة ابن الجوزي في "عُيُونِ الحكايات" بسنده عن محمد بن يوسف الفريابي قال: كانت امرأة بقيسارية، فتُوفيِّتْ فرأتها بنتُها في المنام فقالت: يا بُنيّة: كفَّنتموني بكفنٍ ضَيّق وأنا بين صواحباتي، أستحي منهن، وفلانة تأتينا في يوم كذا وكذا، ولي في موضع كذا أربعة دنانير، فاشتروا بها كفنا، وابعثوا به إليّ مَعها قالت البنت: ولم أعلم أنَّ لها في الموضع الذي ذكَرتْهُ دنانير قالت: فنظرت فإذا الدنانير كما ذكرت، لم يكن بالمرأة التي ذكرت بأس، فلما كان بعد أعتلّت، قال الفريابي: فجاءوني فقالوا: يا عبد الله: ما تقول؟ فقصُّوا عليَّ القصة فذكرت الحديث الذي ورد أنهم يتزاورون في أكفانهم، فقلت: اشتروا لها كفنًا، وذهبتِ البنتُ إلى المرأة فقَالَتْ: إنْ حَدث بك حادثة الموت فإني أبعثُ إلى أمي بشيء تبلغيه،


(١) المنامات: ١٠٦ (١٦١).
(٢) انظر: "شرح الصدور" ٢٦٢ - ٢٦٣.