للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأخرج ابن مَنده أيضًا (١): أن ابن عَمرو سُئل عن أرواح المؤمنين، وأرواح الكافرين، فقال: أرواحُ المؤمنين بالجابية، وأرواحُ الكفار ببرهوت. وأخرج أيضًا عن سفيان عن إبان بن تغلبٍ قال: قال رجلٌ: بتُّ فيه، يعني: وادي برهوت فكأنما حشرتْ فيه أرواح الناس، وهمُ يقولون يا دومة، يا دومة قال أبان: حدثنا رجل من أهل الكتاب، أنّ دومة هو الملك الذي على أرواح الكفار.

قال سفيان: وسألنا الحضرميين فقالوا: لا يستطيع أحدٌ أن يبيتَ فيه بالليل.

وقال ابن قتيبة في كتابه "غريب الحديث" (٢): ذَكَر الأصمعي عن رجُل من أهل برهوت: يعني البلد الذي فيه هذا البئر قال: نجدُ الرائحة المنتنة الفظيعة جدًا، ثم تمكثُ حينا، فيأتينا الخبرُ بأنّ عظيمًا من عظماء الكفار قد مات، فزى أنّ تلك الرائحة منه.

وقال ابن عيينة أخبرني رجلٌ أنه أمسى ببرهوت، فكأن فيه أصوات الحاج قال: وسألتُ أهل حضرموت، فقالوا: لا يَستطيع أحدٌ أن يمُسي به.

وأخرج ابن أبي الدنيا عن عُمر بن سليمان، قال: ماتَ رجل من اليهود عنده وديعة لمسلم، وكان لليهودي ابن مسلم، فلم يعرف موضع الوديعة، فأخبر شعيبًا الجبائي فقال: اْئت برهوت، فإن دونه عينا بسيسب، فإذا جئت يومَ السبت فامش عليها، حتى تأتي هناك فادع أباك فإنه يجيبك فتسأله عمّا تُريد ففعل ذلك الرجل، ومضى حتى


(١) انظر: "أهوال القبور" ص ١٩٣.
(٢) باب "الباء مع الراء" لم يذكر هذا فيه.