للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يسبحوني ولكن: قُومَا على قبر عبدي فسبّحاني وهلّلاني، وكبِّراني إلى يوم القيامة واكتباه لعبدي" (١)، وأخرجه البيهقي في الشعب، وابن أبي الدنيا من حديث أنس، وابن الجوزي في الموضوعات، من حديث أبي بكر الصديق، وزاد فيه: وإذا كان العبدُ الكافر فمات فصعد ملكاه إلى السَّماء، فقال لهما: ارجعا إلى قبره والعناه، هذا كلام السيوطي رحمه الله، وأقول لفظ ابن الجوزي في الموضوعات كما رأيتُه في نسخة قديمة، فإذا كان العبدُ كافرًا فمات، صعد ملكاه فيقول الله لهما: ما جاء بكما، فيقولان: ربّ قبضت عبدك فيقول لهما ارجعا إلى قبره فالعناه إلى يوم القيامة، فإنه كذبني وجحدني وإني جعلتُ لعنتكما عذابًا أعذبه به يوم القيامة، وذكر ابن الجوزي رحمه الله، طرقّه الثلاثة التي عن أبي سعيد وأبي بكر وأنس (٢)، وحكم عليه بالوضع، فليحفظ وتعقبّه الجلال السيوطي بأنه ليس بموضوع، بل ظاهر كلامه يشعر بأنه حسن كما يفهمه من له إمعان. والله أعلم.

السادسة: اختلفَ العلماء في وصول ثواب القراءة للميت، فجمهور السّلف، والأئمة الثلاثة على الوصول وخالفَ الشافعيُ مستدلاّ بقوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: ٣٩]، وأجاب الجمهور عن الآية بأجوبة.


(١) أبو نعيم في الحلية ٧/ ٢٥٣ وقال: غريب تفرد به سعدان عن إسماعيل.
(٢) قال هذا حديث لا يصح. وقد اتفقوا على تضعيف عثمان بن مطر، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل الاحتجاج به. ا. هـ