للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما أعداء الله الفلاسفة فَزعموا أن تدبير العالم الذي نحن فيه للسنبلة فإذا استكمل العالم قطع هذه المسافة، وقع الفساد والدثور ثم عاد الدهر إلى الميزان، فتجتمع المواد ويُقَدر النشورُ عَودا.

قال البكري: وسُلطان الحمل عندهم اثنا عشر ألف سنة، والثور إحدى عشر ألف سنة، ثم كذلك على التوالي، حتى تكونَ قسمةُ الحوت ألف سنة، فجميع ذلك ثمانية وسَبعون ألف سنة، فإذا انْصَرمتْ هذه المدة انقضى عالم الكون والفساد (١).

قال: وهذا قول هرمس وزعم أنه لم يكن في عالم الحَمَل والثور، والجوزاء على الأرض حيوان، فلما كان عالم السرطان تكونت دَواب الماء، وهوام الأرض، فلما كان عالم الأسد تكونت الدواب ذوات الأربع، فلما كان عالم السنبلة تولد الإنسانان الأولان آدم نوس وحواء نوس.

وزعم بعضُهم: أن مُدة العالم مقدار قطع الكواكب الثابتة، لدرج الفلك والكوكب منها يقطع البرج في ثلثمائة سنة فذلك ست وثلاثون ألف سنة، وهي ألف وعشرون كوكبًا.

وقال في "جامع الفنون": عددُ الكواكب الثابتة لا يَعلمُها إلَّا الله تعالى، إلَّا أن الحكماء ضبطوا مِنها ألفًا واثنين وعشرين كوكبًا، وقيل غير ذلك في مدة عُمر الدنيا، والله أعلم.


(١) هذا كله من الأقوال الفاسدة كما قدَّم المصنف.