للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلانٌ يعني المهدي، فتكون الدبرة على أصحاب السفياني، فيُقتلون لا يبقى منهم إلا الشديد (١) فيهربون إلى السفياني، فيخبرونه ويُمكن الجمع كما في الإشاعة بأن بعضَهم يبايعه، وبعضهم يقاتُله فيهربون، وإن الذين يقاتلون هم الذين يبعثهم صاحب المدينة، الأمير من قبل السفياني إلى مكة كما مَرت الإشارة إليه، ويؤيده أنَّه يقاتلهم في عدد أهل بدر، أجنّتُهم يومئذ البراذع، فإن هذه الصفات تناسب حالهم عند ابتداء الغاية، ثمَّ إن السفياني يُفسد في الأرض، ويظهر الكفر، حتى أنَّه يطاف بالمرأة وتجامع نهارًا في مسجد دمشق، على مجلس شرب، حتى تأتي فخذ السفياني فتجلس عليه، وهو في المحراب قاعدٌ فيقومُ رجل مسلمٌ من المسلمين فيقولُ: ويحكم أَكَفرتم بعد إيمانكم، إن هذا لا يَحلُ فيقومُ إليه فيضرب عنقه في المسجد، ويقتُل كل من شايعه، فعند ذلك ينادي منادٍ مِن السماء: أيها الناس إن الله قد قطع عنكم الجبارين والمنافقين وأشياعهم، وولاكم خير أمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، يعني: يومئذ فالحقوا به بمكة، فإنَّه المهدي واسمه أحمد بن عبد الله.

ويسير المهدي بالجيوش حتى يصير بوادي القُرى، وهو من المدينة على مرحلتين إلى جهة الشام، في هدُوء ورِفقٍ، ويلحقهم هناك ابن عمه الحَسني في اثنى عشر ألفًا فيقول له: يا ابن العمّ أنا أحق منك بهذا الجيش، أنا ابن الحسن، وأنا المهدي، فيقول له: بل أنا المهدي فيقول


(١) في (أ) الشديد، وما أثبت من (ب، وط)، و"الإشاعة" ص ٩٦ وكل ما سبق منه وما بعده.