للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو الطفيل عن بعض الصحابة: "يخرجُ الدجال على حمارٍ رجس على رجس". رواه ابن أبي شيبة (١).

وقال عليّ كرّم الله وجهه: "يخرج الدجالُ ومعه سبعون ألفًا من الحاكة". قال بعضُهم: هِي موضعٌ. على مُقدِّمَته -أشعر- أي: رجلٌ كثيرُ الشعر، يقولُ بدو بدو. ورواه الديلمي (٢). قوله: بدو بدو معناه بالفارسية: أسرع أسرع.

وعن عليّ كرّم الله وجهه، "في صفة حماره طول كلّ أذن أربعون ذِراعًا ما بينَ حافر حمارِه إلى الحافرِ الآخر مسيرةُ يومِ وليلة".

كذا في الإشاعة (٣). وفي مرفوع ابن مسعود عند أبي نعيم في الفتن (٤): "بينَ أذُني الدجّال أربعون ذراعًا وخطو حماره ثلاثة أيام، ويسبقُ الشمسَ إلى مغيبها، يخوضُ البحر كما يخوض أحدكم الساقية"، ورواه الحاكم وضعفه. "تُطوَى لهُ الأرضُ، مَنْهلاً مَنْهلاً يتناول السحابَ بيمينه (٥)، ويسبقُ الشمس إلى مغيبها، يخوضُ البحر إلى كَعْبِه"، وقد مر أنه قصير، فكيف يوصف هنا بهذا الطول؟ وتكلف بعضهم أن قصره يُحتَملُ أنْ يكونَ بالنظر إلى ضخامته؛ لأن ضخامتهُ تقتضي أن يكون أطول من ذلك، أو أنَّه قصيرٌ في نفس الأمر، ثم إذا أظهر الكفرَ وادَّعى الإلهية زاد طوله، وضخامته ابتلاء من الله للعباد،


(١) "المستدرك" (٤/ ٥٢٤)، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (٩٩٥) عن أبيه.
(٢) رواه ابن عدي في الكامل ١/ ٣٠٣، والديلمي ٥/ ٥١٣. قال ابن عدي: هذا الحديث باطل بهذا الإسناد.
(٣) ص ١٢٥.
(٤) الفتن ٢/ ٥٤٣.
(٥) السنن الواردة في الفتن ٦/ ١١٩٧.