للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستثني قال فيرجعون فيجدونه كهيئته حينَ تركوه فيخرقونه، فيخرجون على الناس" (١) الحديث.

قال الحافظ ابن حجر (٢): أخرجه الترمذي، وابن ماجه، والحاكم، وعبد بن حميد، وابن حبان، كلهم عن قتادة، ورجال بعضهم رجالُ الصحيح.

قال ابن العربي: في هذا الحديث ثلاث آيات:

الأولى: إن الله منعهم أن يُوالوا الحفر ليلًا ونهارًا.

الثانية: منعهم أن يحاولوا الرقي على السد بالسلم، والآلة فلم يلهمهم ذلك، ولا علمهم إياه مع أنّه ورد أن لهم أشجارًا وزروعًا أو غير ذلك من الآلات.

الثالثة: أن صدهم أن يقولوا إن شاء الله تعالى، حتى يجيء الوقت المحدود.

قال ابن حجر (٣): وفيه أن فيهم أهل صناعات، وأهل ولاية وسلاطة ورعيّة تطيع من فوقها، وفيهم من يعرف الله ويُقرُّ بقدرته ومشيئته، ويُحتمل أن تكون تلك الكَلمة تجري على لسان ذلك الوالي، من غير أن يعرف معناها فيحصل المقصود ببركتها.


(١) رواه أحمد ٢/ ٥١٠ - ٥١١، وابن ماجه (٤٠٨٠)، والترمذي (٣١٥٣)، وابن حبان (٦٨٢٩)، والحاكم ٤/ ٤٨٨. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ٥/ ١٩٤: هذا إسناد جيد قوي ولكن في رفعه نكارة.
(٢) "فتح الباري" ١٣/ ١٠٨، ونقل كلام ابن العربي.
(٣) المرجع السابق.