للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأرض فقال: والله إن لدابة الأرض ريشًا وزغبًا، وما لي ريشٌ ولا زغب، وإن لها حافرًا وإنها لتخرجُ حضر (١) الفرس الجواد ثلاثًا وما خرج ثلثاها (٢).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنها ذات زغب وريش فيها من ألوان الدواب كلها، وفيها من كل أمّة [سيما] (٣)، وسيماها من هذه الأمّة أنها تكلم الناس بلسان عربي مبين، وتكلمهم بكلامهم (٤).

قوله: ذاتَ زغب أي عليها زغب وهو صغارُ الريش، أولُ ما يطلُع قاله في "النهاية (٥): وقوله الأيّل هو بفتح الهمزة وكسر التحتانية مشددة وبضمٍّ وفتح الوعَل بفتح العين وهو تيس الجبل.

قولُهُ وفيها من كل أمة سيمة، أي: علامة.

وفي "الميزان" للذهبي، عن جابر الجعفي: أنه كان يقول: دابَّةُ الأرضِ عليّ بنُ أبي طالب (٦): قال: وكان جابر الجعفي شيعيًا يرى الرجعة أي: أنَّ عليًا يَرْجعُ إلى الدُنيا.

قال الإمام أبو حنيفةَ: ما لقيتُ أحدًا أكذبَ من جابر الجعفي، ولا أفضل من عطاء بن أبي رباح. وقال الشافعي: أخبرني سفيان بن عُيَيْنة قال: كُنا في منزل جابر الجعفي، فتكلم بشيء، فنزلنا خوفًا أن


(١) وفي (ب): (حفر) ومعناها: العدو.
(٢) المصدر السابق: برقم (١٦٥٩٥).
(٣) في الخطوط سمية وما أثبت من "الدر المنثور" و"الإشاعة".
(٤) رواه الفاكهي في "أخبار مكة" ٤/ ٣٩ (٢٣٤٦). "الدر المنثور" تفسير آية النمل (٨٢).
(٥) غريب: زغب (٢/ ٣٠٤).
(٦) "ميزان الاعتدال" ٢/ ١٠٧.