للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال العلامة: وإنّما خصَّ القراءةَ بمَن أوتي كتابه بيمينه دُون مَنْ أوتيه بشمَالِه؛ لأنَّ أهل الشِّمالِ إذَا طالعوا كتا، وجدوه مشتملاً على المْهلكاتِ العظيمة، والقبائح الكَاملة فيتولى الخوف، والدهش على قلوبهم، ويثقل لسانُهم فيعجزون عن القراءة الكاملةِ، وأمَّا أصْحابِ اليمينِ إذَا طالعوها ألفوها على الكمالِ فيقْرءون كتابَهم على أحسن الوجعوه، وأتمها، ثمَّ لمْ يقنعْ أحدُهم بقراءته، بلْ يقول لأهلِ المحشر: {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} [الحاقة: ١٩] قاله الفخر وأخْرجَ الديْلمي مرفوعًا: "عنوانُ كتاب المؤمنِ يومَ القييامة حُسْن ثناء النَّاسِ عليه" وقاله الفخر (١)، (٢).

وخرَّجَ مكي في تفسِيره عن عائشةَ رَضي اللهُ عَنْها قالت: يا رسول اللهِ كَيفَ يُحاسب حسابًا يسيرا؟ قال: "يؤتى العبد كتابه بيمينِه فيقرأ سيئاته، ويقرأ النَّاسُ حسنَاته، ثم يحول الصحيفة فيحول الله حسناته فيقرؤها النَّاسُ، فيقولون: ما كان لهذا العبد من سيئة" (٣) فهذا تفسير قولِه تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (٨) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (٩)} [الانشقاق: ٧ - ٩] أهله: هم أهلُ الجنَّةِ كما في البهجة.


(١) في (ب): (قاله ابن مسعود).
(٢) رواه الديلمي في مسند الفردوس (٤١٢٨)، والمناوي في "فيض القدير" (٥٦٣٢) ورمز لَهُ السيوطي بالضعف.
(٣) أخرجه الترمذي (٢٤٢٥).