يتناول الكل (١)، والضمير في قوله: لنسألنهم عائد على جميع المكلفين الأنبياء وغيرهم، ومما يدل على سؤالهم صريحًا قوله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (٦)} [الأعراف: ٦]. قال: فهذه الآية تدلّ على أنّه تعالى يحاسب كلّ عبادِه لأنهم لا يخرجون عن أن يكونوا مرسلين أو مرسلاً إليهم، ويبطل قول من زعم أئه لا حساب على الأنبياءِ عليهم الصلاة والسلام ولا الكفار انتهى.
قال العلامة رحمه الله تعالى: يمكن الجواب أن يقال لا حساب على الأنبياء حساب مناقشة، قال النسفي في "بحر الكلام": الأنبياء لا حساب عليهم، وكذلك أطفال المؤمنين، والعشرة المبشرون بالجنّة هذا في حساب المناقشة.
قُلْتُ: الحديث المارّ يدلّ على أنّ كل من لم يدخل النار لا يناقش في الحساب, فإنّ من نوقش الحساب عُذِّبَ، وأمّا حساب العرضِ فلا يمتنع حَتَّى على الأنبياء وغيرهم، وهو أنْ يقال: فلعلت كذا وعفوت عنك، وحساب المناقشة لم فعلت كذا.
وقال القرطبي: وهذا العموم -يعني: عموم الآية- مخصوص بأحاديث:"من يدخل الجنة بغيرِ حساب" كما سيأتي إنْ شاء الله تعالى. وقالَ شيخُ مشايخنا الإمام العلامة المتقن شيخ الإسلامِ محمد الأنصاري الخزرجى الحنبلى المعروف بالبلباني قدّس الله روحه في