للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالنصب أي: فإنَّه أي: قريني أسلم، وقيل: فأسلمُ بالرفع على أنّه فعلٌ مضارع أي: فأسلمُ منه. والأوّل أظهر بدليل تمام الحديث: "فلا يأمرني إلا بخير". وقال ابن عباس، وجمع من المفسرين: المراد بالشهيد العمل. وقال الضحاك: إنّه مِنْ أنفسهم الأيدي، والأرجل.

وقال مجاهد: السائق، والشهيد ملكان.

إذا علم هذا فذكر العلماء رحمهم الله تعالى أنَّ أول ما يسأل اللوح المحفوظ، فإسرافيل، فجبريل، ثم أصحاب الشرائع. وأخرج أبو الشيخ "أول من يحاسب يوْم القيامة اللوح المحفوظ يُدعى بِه ترعد فرائصه، فيقال له: هَلْ بلّغت؟ فيقول: نعم. فيقول: مَنْ يشهد لك؟ فيقول: إسرافيل، فيُدْعى إسرافيل ترعد فرائصه (١)، فيقال له: هل بلغكَ اللوح؟ فإذا قال: نعم. قال اللوح: الحمدُ لله الذي نجاني من سوء الحسابِ".

وأخرج أيضًا قال: "إذا كان يومُ القيامةِ دُعي إسرافيل ترعد


= وقال بعده: قوله في هذه الرواية: "ولكن الله أعانني بإسلامه" إن كان هو الأصل يؤكد قول من زعم أن قوله: "فأسلم" من الإسلام دون السلامة، وكأن شعبة أو من دونه شك فيه، وذهب محمد بن إسحاق بن خزيمة - رحمه الله - إلى أنه من الإسلام، واستدل بقوله: فلا يأمرني إلا بخير، قال: ولو كان على الكفر لم يأمر بخير، وزعم أبو سليمان الخطابي - رحمه الله - أن الرواة - يروون؛ "فأسلمَ" من الإسلام إلا سفيان بن عيينة فإنه كان يقول: "فأسلمُ": أي أجد السلامة منه، وقال: إن الشيطان لا يسلم قط.
(١) جاء في هامش الأصل: جمع فريصة وهي اللُّحمة بين الجنب والكتف.